--------------------------------------------------------------------------------
أسطنبول: توقع أمين كايا، مدير السياحة التركية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا أن تستقبل بلاده حوالي 30 مليون سائح بعائدات تبلغ 30 مليار دولار بحلول عام 2010.
وأشار خلال مؤتمر صحفي إلى أن عدد السياح الأجانب القادمين إلى تركيا خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الحالي بلغ نحو 21.145 مليون سائح، بزيادة 18.31% عن العام الماضي أما عدد السياح القادمين من منطقة الخليج بلغ نحو 150 ألف سائح خلال نفس الفترة بزيادة 30%، مقارنة بنفس بالفترة من العام الماضي.
وأضاف كايا في تصريحاته التي أوردتها وكالة أنباء الإمارات "وام" أن السياحة في تركيا تشكل أحد أهم أعمدة الاقتصاد التركي، وخاصة في العقود الأخيرة، وأن تركيا تتبني خطط جديدة لزيادة عدد السياح من دول منطقة الخليج، ويتوقع أن يصل العدد الاجمالي للسياح إلى بلاده لحوالي 23 مليون سائح مع نهاية العام الحالي، مما يضع تركيا على قائمة احدى أفضل 10 وجهات سياحية في العالم.
وأشار إلى أن أفضل المواقع السياحة لدى السياح الخليجيين والعرب هي مدينة اسطنبول ويالوه وبورصة وبحيرة أبنط وكذلك كزيلجه حمام.
وتتميز السياحة في تركيا بأنها مجموعة متكاملة من أصناف السياحة المختلفة عالمياً؛ فهي سياحة اصطياف وراحة في المناطق الساحلية على البحر الأبيض المتوسط، ومعها منتجعات وقرى سياحية على البحر الأسود تعمل خلال موسم الصيف، وهناك أيضاً السياحة الشتوية في المناطق الجبلية حيث تمارس رياضة التزلج على الجليد.
وأكد كاديا سعي تركيا لاحتلال المركز الأول في مجال السياحة الصحية والعلاجية بحلول عام 2023، حيث ارتفع عدد الزوار المهتمين بالسياحة الصحية والعلاجية بنسبة 17.3%.
السياحة العلاجية
ومن أشهر المناطق العلاجية، تقع قرية علاجية بين العاصمة أنقره ومنطقة كارس تحتوي على العديد من العيون المائية ذات صفة علاجية نادرة في العالم، ففي منطقة سيواس تقع هذه المراكز العلاجية التي أصبحت تعج بالمرضى والسياح من أوروبا الشمالية، حيث يمتاز ماء هذه العيون المعدنية بصفة علاجية لأمراض الصدفية والبهاق وبطريقة طبية غريبة، حيث تحتوي هذه الأحواض المائية على نوع من السمك الصغير لونه رمادي يعيش في مياه معدنية حرارتها ثابتة صيفا وشتاء (حول 36-37 درجة مئوية)، أي مماثلة لحرارة الجسم البشري.
وتأكل هذه الأسماك البثور الجلدية وتنظف فقط الجروح حتى يخرج الدماء منها فتتركها فترة ثم تنظفها أخرى في اليوم التالي، ويتم شفاء هذه الأمراض الجلدية خلال أسبوع واحد.
وبجوار هذه المنطقة العلاجية هناك مركز يعالج المرضى المصابين (بداء الفيل) بواسطة لدغات أفاعي غير سامة لامتصاص مسببات هذا الداء عن طريق اللدغ لساق المريض، ويتم شفاؤهم خلال أيام.
البوسفور
ويصعب الحديث عن صناعة السياحة في تركيا دون القاء الضوء على قلبها النابض اسطنبول التي تعد واحدة من أهم مدن العالم لموقعها الجغرافي الفريد الذي يمثل حلقة وصل بين حقيقية بين الشرق والغرب، إذ تجمع اراضيها بين القارتين الأوروبية والأسيوية.
وقد نجحت اسطنبول (مدينة السلام) في الجمع بين الأديان والثقافات والمجتمعات المختلفة وما نتج عنها من آثار في منطقة جغرافية لا مثيل لها، وهي مدرجة في قائمة اليونيسكو للتراث العالمي، وتجتذب ملايين الزوار من كل انحاء العالم للسياحة والراحة والتجارة، كما أوردت صحيفة "الشرق الأوسط".
ومن بين الأماكن التاريخية الموجودة في اسطنبول: قصر توبكابي وقصر يلديز وجامع السليمانية وجواره جامع زيرك (كنيسة بانتوكراتور) وجواره ومياهها الاقليمية وحزام بوزدوغان والخليج.
آيا صوفيا
وقد جعل موقع اسطنبول الاستراتيجي منها عاصمة للبلاد لنحو 1600 عام، حيث تأسست قبل 2600 عام وجعلها الامبراطور قسطنطين عاصمة للرومان ثم اصبحت ولاية فعاصمة للامبراطورية البيزنطية إلى أن سقطت عام 1453 على يد السلطان العثماني محمد الثاني، تم بعدها بناء العديد من الجوامع المذهلة حول هذه المدينة الفريدة حيث كان كل سلطان يبرع ببناء هذه الجوامع كإحياء لعهده ومن أهمها المسجد الكبير في اسطنبول "جامع بايزيد" ومسجد "السلطان أحمد" ومسجد "فاتح".
وكان لأمهات وزوجات السلاطين دور كبير في بناء العديد من الجوامع في هذه المدينة التي تعج بقوميات مختلفة وتضم أوابد تاريخية من أهمها قلعة "روملي" التي بنيت اسوارها على شكل اسم النبي محمد صلي الله عليه وسلم وكنيسة "أيا صوفيا" وجامع السلطان أحمد الأول "الجامع الأزرق" وهو آية من آيات الفن المعماري بمآذنه الست والمزينة بالقرميد الأزرق.